قلت له : انت تدافع عن النساء وكانك امراة .
قال : انت فهمتنى خطأ …انا لا ادافع عن احد المراة والرجل عدوان لى …كل ما فى الام ان تطور العمر بالشيطان يجعله يضع يدية على اشياء جديدة ..مثالها هذا النفاق الذى يحيرنا .
قلت : لا يبدو انك راض عن عملك … الا تجد اى لذة فى العمل .
قال : العمل هو العمل فى كل مكان ..مسئوليات ومتاعب ..ان ماساتى الخاصة اننى رفضت السجود لرجل …فاذا بى اصير تابعا له ولا اشغل نفسى الا بة …اى بؤس هذا ؟
قلت لابليس : لماذا لم تحاول ان تنسى ؟
قال : انسا..هل جننت ..ان مرور الوقت يزيد الحادث رسوخا فى ذهنى ويزيد قلبى وجعا …انا مخلوق لا امل لى فى رحمة الله …ان فكرة انعدام الامل فى رحمة الله تطلق مواهبى لكى انتقم .
قلت : الم تفكر ابدا يا سيد ابليس فى ان رفض ابيك السجود لادم كان مقدا من قبل ومعروفا ؟
قال : انت تقصد الوجة الثانى من الماساة …وهو اللعنة .
قلت : لا افهمك .
قال : هذا ما افكر فيه طيلة الوقت كان الله يعلم اننى سارفض السجود …ساتحول الى الشر المحض ..لو علمت انا ان الله يعلم بما سيكون ..فربما كان لى تصرفا اخر ….ان الماساة ان الله يعلم ما بنفسى وانا لا اعرف ما فى نفسة .
قلت : اكنت تتحايل على الخالق .
قال : لقد تصورت اننى تحايلت بعبادتى الاف السنين حتى وصلت الى مرتبة الوقوف مع الملائكة ..كنت واهما ..كان الله يعلم ان فى نفسى خيطا من الرياء وانا اعبده ..كان يعرف اننى اعبدة لاترقى لم اكن اعبده لذاتة …وانما عبدتة بسبب ما تمنحة العبادة من كبرياء ومجد ..كان هذا شىء لا تعرفة زوجتى ولا يعرفة اصدق اصدقائى ..ولكن الخالق عرفة .
قلت : يقولون فى الحواديت انك ضحكت على عقل حواء ..وهى اقنعت ادم بالاكل من الشجرة .
قال : انا لا اعرف حواء ..انا الذى اقنعت ادم .
قلت : وكيف اقنعتة .
قال : بعثت له موجة تتمثل فى شكل سؤال ..لماذا نهاك الله ان تاكل من هذه الشجرة …من تظلم لو اكلت من هذة الشجرة ..هل تظلم نفسك ام تظلم الشجرة ؟
قلت : وبعدين .
قال : ظل ادم بعقلة البشرى يتساءل ويفكر ويحار …حتى اذا نضجت الفكرة فى عقلة قلت له (ان الله نهاك عن الاكل من الشجرة حتى لا تكون ملاكا خالدا .
قلت له : وهل صدق ادم هذا ؟
قال : عيب ادم انه ادم ..طبيعتة تم تركيبها من مادة الطين وروحة نفحة من الله …والصراع بين الطين والجلال لا ينتهى ..وليس ضرورى ان يهزم الجلال الطين …ما اعظم المعارك الذى سيخوضها الطين وينتصر ضد اعظم ما فى الوجود من قيم …هذه هى مهمتى .
قلت : هل صدق ادم ان الله نهاه عن الاكل من الشجرة حتى لا يكون ملاكا مخلدا .
قال ابليس : نعم ..صدق ادم هذا الكلام ..ادم انسان ..ومشكلتة الاولى انه مخلوق كتب علية الموت ..والخلود رغبة مشتهاة ..وادم صنع من الطين ..ومشكلتة انه يريد ان يتحول الى النور الذى صنعت منة الملائكة ..وهذه رغبة مشتهاة هى الاخرى .
قلت : ثم ؟
قال ابليس : ثم يصدق ..على الفور .. وبلا تردد..ربما يتردد ..ربما يفكر ..ربما يخاف ..ربما ينشب الصراع فى قلبة ..لكنة سوف ياكل فى النهاية من الشجرة …ادم مخلوق ليعبد ويعصى ..اما الملائكة فقد خلقت لتعبد فقط .. اما انا فخلقت لاعصى فقط …حتى عبادتى القديمة كانت تضاف الى رصيد سيئاتى …وكانت عبادة الرياء والكبرياء هى السبب فيما انا فية الان .
قلت له : هل تعتبرنى متطفلا لو سالتك عن احلامك ؟
قال : احلامى … انا لا اعرف معنى لهذة الكلمة .
قلت : اقصد امالك ؟
قال : ليست لى امال .
قلت : الجحيم هوا المكان الذى ينعدم فية الامل .
قال : انا فى الجحيم منذ الاف السنين ..هذا الفرق بيننا نحن الشياطين وبينكم ..الواحد منكم يرتكب كل البلايا والرزايا والمصائب ..ثم يبكى ويتوب فى العشر الاواخر من شهر رمضان ..فيقبل الله توبتة ..ويذهب عملنا هدرا الذى نبنية نحن فى سنة تقومون انتم بهدمة فى العشر الاواخر من شهر ر مضان بمنتهى البساطة .
قلت : الم تبكى يوما؟
قال : ادفع نصف ملكى مقابل دمعة واحدة …ان البكاء توبة …وباب التوبة قد اغلق امامنا نهائيا ..اغلقة جدنا ابليس علية اللعنة .
قلت لابليس : ما هو اخطر عمل تحقق فية ذاتك …وتشعر انه من اعظم الاعمال التى تستحق التقدير من جدك ابليس .
قال ابليس : عملى الاساسي هو اعطاء الناس صورة خاطئة عن الله …هو حمل الياس اليهم من رحمة الله فقد الامل فى رحمة الله هو اكبر المصائب واعظم البلايا لان من يفقد الامل فى رحمة الله سيصبح مثلنا ونحن نريد ذلك .
فكرت كثيرا فى كلامة ثم اطرقت برأسى الى الارض وقلت فى مرارة شديدة : اخرجتنا من الجنة .
قال ابليس : وانتم اخرجتونا من رحمة الله ..ما قيمة الجنة جوار رحمة الله .
قلت له : اراك تتململ وتستعد للانصراف الن تنتظر قليلا .
قال : الانتظار سيعطلنى كثيرا عن عملى وهو معصية الله ..انتم تنتظرون كثيرا لانكم لا تدركون اهمية وقتكم فى طاعه الله اما نحن فنعلم ما للوقت من ثمن ولهذا لا نضيعة .
قالها وانصرف على الفور لا اعرف كيف ولكنى لم اراة امامى اختفى …اما انا فقد اخذت اراجع كل كلمة دارت بيننا واضع خطوطا تحت جمل ارى انها اهم ما دارت بيننا …وحلمت كثيرا ان يزورنى مرة اخرى لكى يفسر لى بعض الاشياء الاخرى التى تحيرنى ….ثم لملمت نفسى انا الاخر وغصت فى فراشى وكانى اريد الهروب من كل شىء .
أضف الى مفضلتك