احمد شعلان احمدشعلان
عدد المساهمات : 178 تاريخ التسجيل : 01/05/2009 العمر : 55
بطاقة الشخصية احمد شعلان:
| موضوع: امرأة بلا عنوان ...!!! الأحد 21 فبراير - 15:16 | |
| [img]https://saydat.mam9.com/[/img]امرأة بلا عنوان ...!!!
تقول : عاشقة الليل الطويل أما ترى في ظلمة الليل سلواني ...؟
أعترف أني خنتُ نفسي للمرة الأولى .. لهذا حق عليها دفع الثمن...
فخلعتُني مني و ها أنا أقف بعيداً أتفرج على موكب الألم .........
سيدة الصمت , سيدة عابرة في حياة كل إنسان ....تطرق أبوابكم و بيدها زهرة من تلك الجبال
من يشبهها ......؟ ...هي سيدة المطر, خلف نافذة التاريخ تجلس تحتسي القهر .......
و حبات المطر تطرق زجاج قلبها.. شوارعها الحزينة...تبكيها الأرصفة المهترئة
سيدة البيوت الجميلة سيدة بأجمل الألوان ..يشتهيها كل الرجال...لكنهم يخافون الاقتراب
لأن عشقها جنون و حبهم لها حد الثمالة و أكثر ..و لأن اقترابهم منها سيُعريهم من عباءة الرجولة
المزيفة...
لياليها المليئة بالحزن و الكآبة,,, و عطرهم كل مساء يأتي مع أمواج ترتطم على صخور الشوق ,,تنكسر على
حافة الضياع ... تصل إليها مترنحة , تقطع الشهيق لتَزفُر رائحتهم بعيداً ...
أمرٌ طبيعي أن يُطمر الحلم ...بلا أمل بكل ملل يتسللُ الشقاء إلى سماءها,تغادر سماءها الشمس معتزة
هاربة من موتٍ يلُفُ أرضها...بيوت نصف باقية, مثل الشوكة في الحلق, تصارع الزمن باقية مثل النخيل
كلما مررتُ بها سمعتُ صراخهم و بكاء الأطفال...أراهم يمرون من أمامي يعانقون شهيق الألم بصمت
هل نظرتم مرة لعيون الأرواح الشاحبة...؟ هل لامستم صمتهم الساخر ...؟ نظراتٌ تتسولُ أمل...!!!
تلك النظراتُ تلاحقني تغرز أظافر الخوف في كبدي و لم أحاول في يوم الهرب, ... تلك الأرواح القادمة من
صقيع الموت هل متُم من قبل..؟ من منكم شعر ببرودة الموت..؟ كنتُ أود لو أني أحتضنهم جميعاً و أغني
لهم أغنية أهواك بلا أمل ... لكن كلماتي تموت قبل أن تبلغ الشفاه...ماذا أقول لهم هل أملك لهم وعدا..؟
سيدة خلف البحار... لوحة نحاسية , بقلب مرتعش و رئتين مهترئتين تنادي عليكْ..تمد كفيها إليكْ بكل
حنان.
على عتبات الشوق كل يومٍ تنتظر , من يهبها لقاء.. من يعيد إليها الصدق و الأمان ..؟ صحيح كدتُ أنسى أن
فاقد الشيء لا يعطيه..
سلبوها لغتها و ثقافتها وقيدوها بقوانين لا تعترف بدموع الشوارع..وهبوها القناديل و أرواحٌ من ضباب تراقص
الخيانة تتأملها كل العيون ,تعجب من طول صمتها كل النساء ,
افتتحوا في أرقى أحياءها بيوتاً للدعارة , في كل حي تجد تاجراً للسموم , و شبابٌ ضائع و صبايا مثل
الجوري المُتعفن أمهاتٌ لا تملك غير الدعاء " اللهم اهديهم" حتى الدعاء في المدينة خروجٌ عن القانون ...!!
سيدة مثل الشمع المائع , تهاوت أطرافها تلاشت خلف التاريخ, لم يبق منها غير ذاكرة .
قالوا عنا بنات الشاطئ ..........!! و هل صرنا بناتٌ للشاطئ دون فضلكم...؟
سيدة مني و أنا منها , سيدة كنتُ أرفضُ الاعتراف بواقعها كنتُ أريدها دوماً سيدة النساء .
سيدة السهر بلا حياء و لا خجل ,كل المقاهي فيها تترك أبوابها مشرعةً حتى الفجر , تحتضن العهر
ومّدعي الحضارة و التطور , سيدة كل صباح تقف أمام المرآة تتبرج بحدائقها و جبالها, كي لا تُريكَ قبح
سكانها ....فيها الطيب لكن... و البقية لا يحملون الإسلام إلا بالهوية ..مسلم..!!
| |
|