مسيطرة ومتسلطة .. أكره حماتي !!

أنا سيدة في العقد الثالث من العمر مشكلتي أنني أريد التكلم مع احد لقد تعبت من كثرة السكوت وأتمنى أن أجد من يسمعني ويفهمني ، أنا متزوجة من 3 سنين و عندي ولد الحمد لله جميل جداً وزوجي يحبني جداً ، وأنا كمان أحبه جداً بس المشكلة أنه ساعات كتير يعاملني بطريقه غريبة اوى والسبب فى ده والدته حيث أنها تعيش معنا في البيت ، كل مرة تهينني وتروح تشتكي له منى وتقول نص كلام أو الكلام كله بس يطلعني أنا غلطانة طبعاً مع أنها تهينني لدرجة توجع وأنا لا أتكلم ولا أرد عليها ، وهو حضر أكتر من موقف وكان في الوقت ده بيرد عليها ، ويجى من وراها يصالحنى أو يحاول يخفف عليه الضغط للى بكون فيه لأنه عارف أن أنا ببأى مضغوطة جداً ومش بتكلم خالص ولا حتى يشتكى ، ده غير تدخلها فى حياتنا وحتى تربيتي لابني والحاجات إلى الدكتور قال عليها زى الحموم والدواء وغيره والى يتبقى اصح حاجه للبيبى حتى دى بتدخل فيها ، وبتمنعنى أنى اعملها ده غير انها كتير بتحاول توقع الناس فى بعض وتحاول تبعدنى عن اهلى وتبعد جوزى كمان عن أهلي وتدخل فى دماغه حاجات غلط زى انو عشان يكون راجل لازم كلمته هو الى تمشى مع أنها فى حالة بنتها لو حاولوا جوازتهم يعملوا ده تقلب الدنيا وتقول العكس تماماً أنا متعبة جداً ومش قدره أتكلم خالص مع أى حد حتى والدتي عشان ما اعملش مشاكل بس مش قادره .
انا عايزه اتكلم واطلع كل الى جوايا بس مش عارفة مع مين فكرت اروح لدكتور نفسانى بس الوقت مش سامحلى خصوصا انى بشتغل وبسيب الولد الصبح كله معها ودى حاجه تانية تعباني لأنى بخاف تقولوا عنى كلام يخليه يكرهني ، أو يستعر منى وهى بتعمل ده قدامى وفكرت أنى اكتب كل الى ببدور فى نفسي في أى ورق او كشكول مش عارفه ، أنا بجد تعبانه وعايزة أعيط بس بمسك نفسى جامد ، حاسه أنى لوحدى الحاجة الوحيدة الى بتهون عليا انى معايا ربنا وحسه بيه حاسس بيا وبتكلم معاه بس غصب عنى بدعى كتير عليها وبخاف من ربنا أوى للى أنا بعمله وهى دلوقتى بتحاول أنها تزعزع ثقتي فى نفسى بس مش عارفه لأنها هى وبناتها معندهومش ثقة في نفسهم خالص ودايماً خايفين ومعندهمش حتى حياة اجتماعيه خالص وده مخليهم زيادة شراسة عليا لأني أنا اجتماعيه جدا ولي حياه اجتماعيه والناس كلها بتحبنى الحمد لله أنا بجد محتاجة للمساعدة أرجوكم ساعدوني أنا حاسة أنى هتجنن أعمل إيه؟
ملحوظة : الرسالة كما وردت

مها – مصر
صديقتي أهلاً بك ، أرجو أن تهدئين وتخففي حدة انفعالاتك ، بداية أنت لست في حاجة إلي طبيب نفسي فمشكلتك ليست شخصية ولا نفسية بل هي مشكلة عائلية حلها في يدك رغم أنك لست مسئولة عن حماتك وتصرفاتها لكنك لم تفهمينها إلي الآن ، حماتك يا سيدتي ليست قنبلة ذرية بل هي شخصية متسلطة مسيطرة، تحتاج في التعامل معها إلي ذكاء خاص ، لذلك يجب أن تستجمعي شجاعتك وقوتك وتبدئين في وضع خطة لحماية بيتك ونفسك من الانهيار .
بداية عليك أن تغيري طريقتك تماماً في التعامل مع حماتك فالشخصية المسيطرة تحتاج إلي المهادنة والملاطفة ، كوني لها شخصية مطيعة واقتربي منها ودعيها تملي عليك أوامرها ، وأطيعيها في الأمور الصغيرة ، علي أن تكون القرارات المصيرية بينك وبين زوجك فقط ، فكل ذلك قد يرضي غرورها ويجعلها تتيقن أن كل الأمور تسير علي ما يرام وأنك تحت سيطرتها التامة ، وبخصوص تربية الطفل فاسمعي لكل ما تنصح به ولا مانع من استشارتها في بعض الأمور باعتبارها خبيرة في تربية الأطفال وأكدي لها مدي استفادتك من نصائحها الغالية وكيف أنك تأمنين علي طفلك وهو في رعايتها وكنفها ، إن ذلاك لا يمثل أي نوع من النفاق بل هو من باب حسن المعاملة ، وحين تكونين في شقتك تصرفي في حياتك وفق ما ترينه أصح .

تأكدي أن جانب كبير من نجاح حياتك الزوجية واستقرار حالتك النفسية مرهون بتحسن العلاقة بينك وبين حماتك وأنت مفتاح هذا التحسن، ولا تنسي أنها أم زوجك ولها حق عليك وعليه وطاعتها واجبة وزوجك لن ينحاز إليك ويظلمها حتي لو كانت هي المخطئة لأنها أمه ، والأفضل لك أن تكوني أنت مظلومة من جانبها عن أن تكونين ظالمة لها لأن عواقب ذلك قد تكون وخيمة فيما بعد ، ولا تنسي أنك في يوم من الأيام ستكونين حماة ، وقد تتصرفين بنفس الطريقة ، فلا تظلمينها كي لا تظلمك زوجة ابنك فيما بعد وتقتص منك ، بل عامليها كما تحبي ان تعاملك زوجة ابنك في المستقبل .

حاولي أن تحلي مشكلاتك مع حماتك دون تدخل زوجك ، فحين تتعاملين معها علي أنها أمك ستتعامل هي معك علي أنك ابنتها ، اخلصي لها في المعاملة وأغدقي عليها الحب والعطف ، وستجدينها تغدق عليك الحنان والرعاية ، اعملي بالقاعدة الجميلة التي تقول "ازرع حباً تحصد خيراً وازرع حقداً تحصد كراهية " ، ازرعي الحب وجربي وأنا متأكدة من أن النتيجة ستكون دائماً في صالحك ، أحسني معاملة حماتك وأحسني عشرتها تضمني استقرار حياتك ورضاها عنك ورضا زوجك وسعادته وهل السعادة تكون إلا في سعادة من حولنا وإحسانا بمحبتهم لنا ، اطلبي منها برفق وود أن تدعو لك ، ولا مانع من مجاملتها ببعض الهدايا الصغيرة ، فتشي عن الأشياء التي تحبها والمأكولات التي تفضلها وقدميها لها ستسعد بك جداً حين تعلم أن تشغل جزء من اهتمامك وفكرك .

نفس الشيء افعليه مع أخوات زوجك ، حاولي أن تصادقيهم وتتقربي إليهم بالود والمعروف ، أنا أعرف أن ما أطلبه منك كثير عليك وسيمثل ضغط كبير لكن إذا كان الهدف هو سعادتك واستقرارك ، أعتقد أن الهدف يستحق بعض العناء والتضحية إذا كنت بذلك ستضمنين استتباب الأمور واستقرارها في محيط أسرتك وابتعاد حياتك عن القلاقل والمشاكل ،
أخيراً إياك والدعاء عليها فذاك إثم كبير و وزر أكبر ، والأفضل لك هو الدعاء لها بكل الخير وبصلاح الحال ورضاها عنك وانشراح قلبها