أحبه وأتمناه .. وهو يريدني صديقة

أحبه وأتمناه .. وهو يريدني صديقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة عمري 31 ، سمعت عن موقع الزواج سجلت فيه و تعرفت من خلاله علي شاب ، فصرت أتكلم معه عن طريق النت أيام وأيام وأحياناً أجلس معه بالساعات على النت ، ثم تطورت إلى الهاتف وصرت أتكلم معه وأستشيره في بعض الأمور وهو أيضاً لكني لم أعرف إذا هو أكبر مني أو نفس السن وعندما عرفت قلت له أنا أكبر منك كيف تتزوجني قال صعبه وأهلي ما راح يرضون بس أبيك صديقه وأنا أول مرة أتعرف على واحد وارتاح له تعلقت به بشدة .
لا أقدر أنا إلا إذا كلمته صبح يملك كل تفكيري مع أني لم اطلب منه شيء مادي أبداً لأني أردت رجل يحتويني ويحبني ونكون أسرة بالحلال لكنه رفض يريدني صديقه فأكملت معه قلت يمكن يتراجع لأنه لم يقول شيء غلطتي هي أنه أراد أنا يراني بعد ستة أشهر من تعرفت عليه و أهداني عطر ترددت أولاً ثم أخذتها لأنها تذكرني به وهي أول مرة آخذ هديه من شخص غريب عني وبعدها تكلمنا مرة واحدة وأنا انشغلت بالدراسة ولم أعد أكلمه ولا أدري يمكن أنه زعلان وأنا فكرت أنه يستغلني بس وبعدي سوف يذهب ويتركني لا أعلم ماذا افعل أنساه أو أتأسف خايفة أنه يقول أخذت العطر وهربت لا أدري تعبت لأني أحس أنه يملأ فراغه فيني فقط وشكراً أرجو الرد تحياتي .
حلا - السعودية
صديقتي أهلاً بك ، مشكلتك هي مشكلة فتيات كثيرات في مثل سنك، يتعجلن الزواج ظناً منهن أن القطار قد فات وأن العنوسة قادمة لا محالة فتكون النتيجة هي الاتجاه الخطأ والتفكير الخطأ وبالتالي السلوك مسلك خطأ وكل ذلك يعقبه ورطات كثيرة ، ولو آمن كل إنسان بأن نصيبه من الزواج مقدر عند الله وله ميعاد وميقات معلوم ، لهدأت الفتيات وانتظرت ولجعلت قضية الزواج أمر ثانوي إلي أن يأتي النصيب ، ليس من المعقول فتاتي أن يكون كل ما يشغلك الآن هو التعرف علي شخص عن طريق موقع مشبوه للزواج .

صديقتي من المعروف لكل ذي لُب أن مواقع الزواج المنتشرة علي النت أغلبها مواقع غير جادة وأهدافها مشبوهة ، وهي ليست الزواج ولكن التعارف غيرالسليم ، وأنت ناضجة بالشكل الذي يجعلك تحكمين علي الأمور حكماً منطقياً من منظور صحيح سليم ، لن أقول كان يجب ألا تنخدعي وتنساقي وراء هذه المواقع الوهمية ، لكن قضي الأمر ، والآن وجب عليك تصحيح الخطأ فإذا كنت ضللت الطريق وأخطأت فقد حان وقت تصحيح الخطأ وإعادة الأامور إلي نصابها الصحيح ، لأن البناء ينهار إذا لم يكن له أساس ، وأنت لم تقيمي علاقتك بهذا الشاب علي أساس سليم وهو الزواج أو حتى الخطوبة التي ما كان هدفك من البداية حين دخلت وسجلت بموقع الزواج ، لكن الهدف تغير وصار مجرد علاقة بقصد ملء الفراغ ، بدأت بتنازل ثم تنازل ، إلي أن وصلت إلي تقبلك هدية منه وهو كان أحد الأخطاء الكبيرة التي اضيفت لأخطائك السابقة حين ورطت نفسك في هذه العلاقة الخاطئة من البداية بتعارف ثم لقاءات واتصالات وغير ذلك من امور لا تليق بفتاة في مثل سنك .

صديقتي أنا لا أهاجمك ولا أتجني عليك بل أقر مشاعرك وأعرف أن من حقك في هذه السن أن تشعري بأنك محبوبة وأنك تحبين وأن تتزوجي وتصبحين أماً وهي كلها حقوق مشروعة ، وطموحات طبيعية ، ولكن المشكلة ليست في مشروعية المطالب وليست فيما ينبغي لنا أن نأخذه من الدنيا، ولكن في كيفية تحقيق ذلك وبأي الوسائل تلك هي النقطة التي يجب أن تتوقفي عندها وأنت تراجعين هذه القصة وتفكرين فيها جدياً ، لتعرفي أين وصلت باختيارك للطريق الخطأ حتى لو كان الهدف نبيلاً ، لأن الأهداف النبيلة والقيم الجميلة تحتاج منا إلي أن نحترمها ونسلك من أجلها الطرق الشرعية والواضحة ، ولا نلقي بأنفسنا في فخ النصب والنصابين الذين يستغلون لهفتنا علي الحق المشروع مثل ما فعل هذا الشاب حين استغل رغبتك في الزواج للدرجة التي امتهنت فيها نفسك وتقدمت بطلب لهذا الموقع المشبوه فلعب بك وتسلي بما فيه الكفاية ثم تركك تتجرعين كأس الذل والإحساس بانعدام القيمة .

الآن أنت في حاجة إلي إنهاء هذه القصة السخيفة والبدء من جديد ولتتعلمي من التجربة وليت كل فتاة تتعلم ، ألا تتورط في تجارب تتضح معالم فشلها من البداية ، حاولي أن تشغلي نفسك بما هو مفيد لك أكثر، املئي فراغك بما يمكنه أن يفيدك في حياتك وينمي خبراتك ويعززها ، ويجعلك لا تضيعين الوقت في البحث وراء السراب والوهم ، كوني صداقات ووسعي دائرة أنشطتك وابحثي عن عمل إن لم تكوني عاملة ،فالعمل مهم جدا لمن هن في مثل حالتك لأنه يضيف للفتاة خبرة وثقل كبيرين ويمنحها الثقة ويجعلها لا تتعجل أمر الزواج فتقبل بأي شيء بل تتأني وتحسب حساب كل خطوة قبل أن تخطوها وتفكر في كل شيء ، العمل والتواصل الاجتماعي يحقق لك النجاح في الحياة وكمل منهما يعتمد علي الآخر فالعمل يعتمد علي التواصل الاجتماعي الناجح ، والنجاح في التواصل الاجتماعي يعتمد علي العمل الناجح ، قبل كل ذلك يجب أن تؤمني بالله إيماناً عميقاً وتتيقني أن الزواج آت وكل آت قريب بإذن الله .