[url=
]
[/url]أرجوكم ساعدوني ليس عندي من ينصحني أمي توفت بعد تخرجي من الجامعة وفرحتها بى وبتقديري ، وأتى وقت الحب والزواج المرحلة التي يجب تفعيل العقل والقلب فيه تعرفت بشاب أقل منى في مستوى الكلية فقط ولكنه خريج جامعي اكبر ما شدني ليه رجولته وشخصيته القوية الحاسمة والتي تجتمع مع الحنان والطيبة والحب الحقيقي ، أحببته كما أحببني ثم تقدم لخطبتي وبدأت أن تنكشف جميع الأمور من مركز اجتماعي لثقافي وعلمت أن أسرته بسيطة جداً تعيش بالصعيد لا يهتموا بالتعليم ، ولكن من خلال حديثي مع إخوته وجدت أنهم يتمتعون بثقافة دينية وتقرب إلى الله يقيمون الصلاة وفرض الصوم وصيام التطوع فتغاضيت عن فكرة التعليم وقلت مش مهم ، المهم أنهم يعرفوا ربنا أما عن موقف أهلي فكان رافض تماماً فكره زواجي من شاب أقل منى في المستوى الاجتماعي رغم حبي له وعشقه الشديد ودموعه المتناثرة من أجلى ، وبعد محاولات شديدة لإقناع أهلي منى ومنه تمت الخطبة .
لكن الآن لا يتفق قلبي مع عقلي ويزداد هذا الصراع أكثر وأكثر عندما أتحدث مع والدته حيث أنها كثير من كلامها تقول ألفاظ خارجة وبدون حساب وكأنها من الطبيعي تلفظها لهذه الألفاظ الخارجة جداً جداً بالإضافة أنى لا أشعر بأي حنية أو حب منها كنت أتمنى أن تعوضني عن حنان أمي لكن لم أجد هذا ولكن وجدت امرأة شديدة وقاسية وتتلفظ بألفاظ خارجة وتجرحني بشتائم عن قصد وغير قصد إلا إذا وجهها ابنها ويقودها للتعامل السليم معي ، حيث أنه يعرف أخطائها ولكنه يخاف الله ولا يريد أن يغضبها ويغضب ربه يريد أن يريح الطرفين أنا وأمه بدون جرح لأي منا أشعر بقدر ما يتحمله وأتمنى أن أرفع عنه وبعد ما كنت أتمنى لحظة لقانا في بيت الزوجية ، أصبحت أخاف من يوم عقد القران ونسبى لعائلة لا تعرف التعليم ولا عطر الحديث ولا حسن التعامل إطلاقاً ، ناهيك عن فكرة عدم الاهتمام بالمظهر فلا يوجد أدنى اهتمام منهم بعكس خطيبي الذي هو منهم وهذا يعرضني للإحراج الشديد أمام أهلي وبنات سني الذين أوقعهم النصيب في أعلى المناصب وأرقى الأزواج .
حاولت أكثر من مرة أن أنفصل عنه وأقول عذاب خسارة الحب ولا عذاب خسارة العمر كله وحدوث مشاكل وطلاق بسبب عدم التكافؤ وانهيار أسرة تكاد تكون حلمي من زمان ، لكن حبه لي وتمسكه الشديد لأخر نفس بى يضعفني ويجعلني أتمسك به وأنسي الفروق كلها خائفة جداً من الزمن إذا تركت حب حقيقي وأوقعني الحظ مع رجل لا يعرف الحب ولا يتصف بالرجولة والحنان مثل من أحبه الآن أرجوكم ساعدوني أنا على وشك الانفجار من التفكير والخوف والتردد أنتظر ردودكم بفارغ الصبر .
منار – مصر
صديقتي أهلاً بك، كثيراً ما نقول ويقول غيرنا من الخبراء إن الحب وحده لا يكفي ، وإن التكافؤ والتوافق هما أساس الزواج السليم ، وحين شرعت الخطبة ، كان الهدف منها تعميق التعارف بين الخطيبين والتواصل بين العائلتين ، ومنح الكل فرصة كافية للاتفاق والتوافق ، فماذا سيفعل الحب مع وجود هذه الفروق بينكما ، وماذا سيفعل الحب أمام عدم التكافؤ الذي ترينه صارخاً ، مقارنة بأزواج إخوتك وأقاربك ، مع العلم أنك أنت من اخترت وصممت علي اختيارك فلا تلومي النصيب الذي أوقعك فيه ، ولم يوقعك في شخص يليق بك وبعائلتك
أنت الآن بين نارين نار التمسك به وعدم التخلي عنه بسبب حبه الكبير لك ، ونار الفارق الاجتماعي وعدم التكافؤ بين عائلتك وعائلة خطيبك وهو امر ترينه مهم ولا تتحملبن التغاضي عنه رغم حبك لخطيبك
لأنني قلت لك إن الحب وحده لا يكفي والبيوت لا تبني دعائمها إلا علي المودة والرحمة
فالحب لا يستمر طوال العمر بنفس القدر من التوهج والاشتعال ، لكنه يخفت بعد قليل وتفتر جذوته ، ويبقي التكافؤ والاحترام والتوافق والتفاهم ، فهل فكرت في المستقبل كيف سيكون حين يذوب الحب ويتلاشي مع ضغوط الحياة والزواج والمسئوليات التي يفرضها الزواج كمرحلة حيايتة جادة جداً؟ في الحقيقة أري لك عقلاً راجحاً يفكر ويتدبر ويحسب بدقة ، لذلك أنت وحدك من يقرر إن كان كل ما ترينه من عيوب في خطيبك وعائلته أمر مستساغ ويمكنك التعامل معه مستقبلاً .
أنا أعرف أنك تفكرين في المستقبل وفي أولادك وكيف أن أعمامهم وجدتهم لأبيهم يكونون علي هذا المستوي الذي ترينه غير لائق بك وبعائلتك ، خاصة وقد قال صلي الله عليه وسلم " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " ، وقد قال أيضاً "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه وأمانته فزوجوه إلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " وأ،ت رغك خلق خطيبك تنظرين لعائلته نظرة المرتاب
لذلك أري أنه من الأفضل لك أن تفكري وتعيدي التفكير وتتعرفين أكثر علي هذه العائلة لتعرفي وتتأكدي هل أنت قادرة أوغير قادرة علي التعامل أو استكمال المشوار ، وأن عقد المقارنات سيظل عالقاً في ذهنك وهي في كل مرة لن تكون في صالحك أو في صالح عائلة خطيبك ، فالأمر لا زال بيدك وأنت وحدك من بيده القرار ، المهم ألا يكون قرارك متسرعاً وأن تفكري بالأمر من كافة زواياه ، وتضعي المشكلة في حجمها الحقيقي ، اطلبي من خطيبك أن يمنحك فرصة للتفكير الجيد ، واطلبي منه أن تتباعدا لفترة يخلو كل منكما إلي نفسه فتكون هناك فرصة سانحة للتفكير العقلي الجيد بعيداً عن تأثير الحب والعاطفة ، ثم ترين بعدها النتيجة ، لأنه من الواضح تماماً عدم اقتناعك ، وما يؤثر عليك ويمنعك من اتخاذ قرار النهاية هو حب خطيبك لك ، الذي يجب أن تبتعدي عنه فترة لتكون الصورة لديك أوضح بعيداً عن التشويش
فلا بأس إذن من الحصول علي قسط وافر من التفكير بالعقل دون العاطفة ، والتدبر واستشارة المقربين ، ولا تنسي الاستخارة فلها فضل عظيم ، وإن شاء الله يوفقك للخير .