[url=
]
[/url]..
السلام عليكم عمري 28 متزوجة منذ خمس سنوات ، زوجي يكبرني ب15 سنة عندي طفل واحد مشكلتي أني لا أشعر بالحب تجاه زوجي مع أنه يحبني لكني أقول له بأني أحبه ولكن لا أشعر بدلك كان زواجي تقليدياً رغم معارضة والدي فترة الزواج والخطبة كانت بشهر واحد لم يكن لي أي علاقات قبل الزواج من أي نوع على الإطلاق مؤدبة وخجولة لم أؤمن يوما بحب قبل الزواج كما يقال لي الحب بعد الزواج ، ولكن لا أشعر تجاهه بالحب أحاول أن أعيش بمخيلتي مع أشخاص غيره لكي أشعر بالحب أصبحت أحب نظرات الإعجاب بالكلمات من كل من ينظر إلي لا أريد أن أتصف بالخيانة لأني أكرهها أحس بالحسرة عندما أرى شخصين يحبان بعضهما صدقيني عندما أقول حاولت أن أحبه لكني أكتشف بأني أكذب على نفسي لا أحبه ولكن أحترمه ماذا أفعل ؟
لميتا - الأردن
الزاوج علاقة رائعة كرمها الله سبحانه من فوق سبع سموات وأنزل فيها قرآناً ، وهي رغم قدسيتها وسموها ليست علاقة مثالية ، فهي خاضعة للخلاف والاختلاف لأن الناس لا تتشابه في الفكر أو طريقة الحياة أو السلوكيات لكنهم مختلفون في كل شيء ، ومن الطبيعي جداً أن يكون زوجك مختلف عنك أنت رومانسية وهو ليس كذلك ، لكن ذلك ليس معناه أن تنفصلي عنه لتعيشي في الأحلام والأوهام ، لتصبح النتيجة أنك غير راضية عن حياتك لأنك لا تشعرين بالحب نحو زوجك الذي لا تحبينه رغم أنك لم تذكري صفة سيئة من صفاته ما يدل علي أنه رجل فاضل لا يعيبه إلا أنك لا تحبينه ، وهو عيب لا يقاس بعيوب كثيرة قد تعيب الرجال ومع ذلك نري الزوجة صابرة راضية تحمد الله علي هذا الزوج رغم عيوبه .
واسمحي لي أن أقول لك إن ما تعانين منه سببه عدم تعاملك مع زوجك بذكاء الأنثى ، فقد تزوجته بشكل تقليدي بدون حب واستسلمت لذاك الأمر فلم تحاولي أن تقتربي منه أو تغدقي عليه حبك ، إذ كيف يحبك زوجك وانت نفسك تقولين إنك تحترمينه فقط ، بل و استسلمت للشكوى والبحث في اتجاهات خاطئة ، بدلاً من أن تتعاملي مع حياتك بإيجابية وذكاء وتحاولي أن تعيشي الحب مع زوجك ، ابتعدت بحياتك بعيداً لتعيشي الحب مع آخرين في الخيال ، رغم أن الواقع قد يكون أجمل إذا أنت حاولت وبجد
ولا تنسي أن طبائع الرجال تختلف عن طبائع النساء يقول جون جراي في مقدمة كتابه الشهير "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"
" تخيل أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة, وفي أحد الأيام منذ زمن بعيد كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة واكتشفوا أهل الزهرة.وبلمحة خاطفة أيقظ أهل الزهرة مشاعر لم يكن لأهل المريخ بها عهد. لقد وقعوا في الحب واخترعوا بسرعة سفن فضائية وطاروا للزهرة . رحب أهل الزهرة بأهل المريخ . كانوا بفطرتهم يعرفون أن هذا اليوم سيأتي. وتفتحت قلوبهم على مصراعيها لحب لم يشعروا به قط من قبل لقد كان الحب بينهم سحرياً. وقضوا شهوراً يتعلمون عن بعضهم ويستكشفون حاجاتهم المختلفة وتفضيلاتهم وأنماطهم السلوكية. ثم قرروا السفر للأرض كان كل شيء مدهشا وجميلا ولكن تأثير جو الأرض غلب عليهم واستيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة, فقدان الذاكرة الاختياري نسوا أنهم من عوالم مختلفة. ونسوا ما تعلموه عن اختلافاتهم , ومنذ ذلك اليوم والرجال والنساء على خلاف"
هكذا لخص ببساطة اختلاف طبائع الرجال عن النساء ، وهذا هو الاختلاف الفطري بينك وبين زوجك فقد خلقنا الله مختلفين عن الرجال ، بل كل الناس مختلفين عن بعضهم البعض في الأفكار في العادات في السلوك في كل شيء ، لكن ليس معني ذلك أن ننفصل عن واقعنا ونعيش مع الخيال والأحلام لأن ذلك هو عين الخطأ ، والصواب هو أن نحاول أن نعزز نقاط التفاهم وننميها فيما بيننا ، وهو ما عليك أن تفعليه مع زوجك ابحثي عن الصفات التي تحبينها فيه واثني عليها فيظهرها لك دوماً ، وابحثي عن نقاط توافق مشتركة بينكما وستجدي الكثير من الصفات التي تحبينها لكنك بانشغالك مع الخيال وبحثك عن الأوهام ضاعت منك .
يا صديقتي إن الزواج واقع وحقيقة لا تشبه أفلام السينما التي يصحو أبطالها وينامون علي الحب ، لكنه حياة واقعية حقيقية فيها حب وفيها مودة ورحمة وخلافات واختلافات وشقاء أحياناً ، هذا هو مفهوم الزواج فإذا كنت بعد 5 سنوات من الزواج تصرين علي الانفصال عن الواقع من أجل البحث عن الوهم ، ولا تتوقعي أن يكون زوجك يشبهك تماماً أو أن يكون مثلك أو أن يفهم ما تريدين ،
كفي من الآن عن الشكوى والعيش في الأوهام وتعاملي مع حياتك بشكل أكثر واقعية وإيجابية لأن الشكوى قد تؤدي بك إلي مزيد البعد ، ليكن هدفك هو الاقتراب من زوجك وفهمه والتواصل معه، فقد تكونين في حاجة إلي مزيد من التعارف الحقيقي بينكما دون أن تشعري أنك تكذبين علي نفسك ، فطالما الاحترام موجود سهل أن يولد الحب المغلف بهذا الاحترام.
ونصيحتي لك هو ألا تجعلي البحث عن الحب هو كل هدفك في الحياة بل اجعلي لنفسك أهداف أخري واشغلي نفسك بأشياء كثيرة ومتع جميلة قد تسهم في إدخال السرور علي نفسك والخروج بها إلي عالم رحب جميل
وأخيراً أقول لك إن نظرة واحدة لزوجك بعين الرضا والقناعة تجعلك تشعرين بالنعمة التي من الله عليك بها وتجعلك تدركين كل محاسنه ومزاياه .