تزوجت منذ سنة من أستاذ جامعي وكان في بداية الزواج حنين جداً رغم أننا كانت تحصل بيننا مشاكل إلا أنها ليست بهذا النوع من الشدة حيث أعود إليه دائما إلا انه ومنذ شهرين بدأ بيننا خلاف شديد تركني على أثره عند أهلي مدة شهر ( كنت حامل بالشهر السابع) وعندما رجعت له خاضعة لشروطه وهي أن أترك أهلي وأترك سيارتي وأترك أي عمل خارج دوامي الرسمي رأيت انه قد تغير جدا وأصبح يريد أن يكون المسيطر بصورة جنونية وقد غير من أفكاره بصورة سلبية جداً الآن تركته وعدت إلى أهلي ، وأنا سأضع طفلي بعد أسابيع تركني ولم يسأل عني ولم يتصل بي إلا انه قال الجئي إلى المحكمة لكي ننهي الطلاق ... أنا أحبه وأريد أن تتربى ابني معه إلا أنه أصبح شديد العصبية ومتشدد بكل شئ ... هل سيأتي عندما ألد وأنا لا أريد أن أرجع له وهو على هذه الحالة.. لقد أصبح كالمجنون وعذرا للإطالة شكراً سيدتي .
المهندسة هديل - بغداد
أهلاً بك ، لا تعتذري عن الإطالة لأنه ليست إطالة في رسالتك بالعكس إنها قصيرة لدرجة لم أفهم منها أمور كثيرة كان يجب استيضاحها أكثر ، لأنك اختصرتها بالشكل الذي لم يعد مفهوماً ، لقد كان زوجك حنون طيب في بداية الزواج وهو أستاذ جامعي أي أنه علي درجة كبيرة من الرقي والثقافة ورجاحة العقل ، لكن فيما يبدو أنك ومنذ بداية الزواج كنت تتركين البيت إلي بيت أهلك وبسبب خلافات بسيطة ، وقد تكرر ذلك كثيراً حسب رسالتك ، ويبدو أنه بسبب ذلك قرر زوجك أن يغير طريقته في التعامل معك حتى لا تلجئي إلي بيت أهلك عند كل مشكلة ، وهو تصرف طبيعي جداً من أي رجل يريد أن يشعر أنه زوج وله زوجة تطيعه وتسمع كلامه وليس فتاة مدللة تجري لأحضان أهلها كلما حدث شيء عارض ، وقد أستطيع أن أستشف من خلال رسالتك أن زوجك يريد أن يجعلك زوجة متحملة للمسئولية ويكون هو زوج مسئول عنك وعن بيته ، والدليل أنك رغم ما فعله لا زلت تحبينه جداً ما يعني أن تصرفاته هي مجرد ردود أفعال لتصرفاتك معه ، وإن أردت نصيحتي فعودي إلي زوجك واثبتي له أنك الزوجة المحبة المخلصة العاقلة التي ستصبح عما قريب أم ، أطيعيه ولا تثيري غضبه وتعلمي ألا تتركي بيتك أبداً حتى لو وصلت الخلافات بينكما مداها ، لأن بيتك هو حصنك وقلعتك ، فوجودك بالبيت يهون الكثير وييسر الكثير من المشكلات وعدم تقصيرك في حقه يجعله يتراجع عن خطأه ويراجع نفسه ويعتذر ، بل إن تركك المنزل إلي بيت أهلك هو في حد ذاته أكبر مشكلة ستتحول إلي خلاف كبير يصعب احتوائه لأنك دون أن تدري وبتصرفك الطائش تضيعين حقك من جهة ومن جهة أخري توسعين دائرة الخلاف بإدخالك أطراف أخري في الخلاف بينكما ، وهو نقطة هامة يجب أن تعيها كل زوجة تريد أن تنجح في حياتها وتتجنب المشاكل ، هو ألا تترك بيت الزوجية مهما كانت الخلافات، والعلاقة الزوجية رغم سموها ورقيها ومتانتها إلا أنها من أكثر العلاقات قابلية للكسر والانفصام إذا لم يعي الطرفان قيمتها ويكرسا كل الجهد للحفاظ عليها ، إنك لم تدركي قيمة العلاقة الزوجية واستهنت بها واستهنت بزوجك وبيتك ، فلا تطلبي من زوجك بعد ذلك أن يقدر قيمة الزواج وأنت نفسك لم تقدرينه .
إن الزواج علاقة قائمة علي الاحترام والتقدير وإذا فقد الاحترام فقدت العلاقة الزوجية أسمي معانيها ، وفقدت أهم مقومات نجاحها واستمرارها ، إذا أردت أن تعودي إلي زوجك فلتعودي بروح جيدة وفكر جديد قائم علي الاحترام والتوقير والحوار والتواصل المستمر مع زوجك ، فلا تبني ثم تهدمي في لحظة بل واصلي بناء حياتك ودافعي عن بيتك وعن زوجك لأن ما وصلت إليه لن يسعدك أو يسعد زوجك ولا طفلك القادم ، تنازلي لزوجك عن إدارة شئون حياتكما فمن الطبيعي أن يكون هو قائد السفينة وربانها ، اطلبي من زوجك جلسة مصارحة لمراجعة النفس واطلبي منه أن تمنحا حياتكما فرصة أخري لبداية جديدة علي أن تضعي أخطاء المرحلة السابقة نصب عينيك لتتعلمين منها كيف ستكون حياتك في المستقبل، قد تكون تضحية كبيرة وتنازل من جانبك لكن تذكري أنه إذا كان الهدف سعادة أسرة فالتنازل يستحق .
الأحد 21 فبراير - 15:21 من طرف 
